إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

المؤامرة للإطاحة بالأسد: القرار اتخذّه أوباما بالعام 2011 بدعم القوى الجهاديّة-السلفيّة

جمعة, 04/07/2025 - 06:25

كشف الاقتصاديّ العالميّ جيفري ساكس، خلال مشاركته في (منتدى أنطاليا الدبلوماسيّ)، الذي تمّ عقد مؤخرًا، أنّ الحرب الأهلية في سوريّة اندلعت بقرارٍ من الرئيس الأمريكيّ الأسبق باراك أوباما، معتبرًا الولايات المتحدة المحرك الرئيسيّ للحروب في الشرق الأوسط.
وقال ساكس، وهو مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، إنّ الحرب في سوريّة لم تبدأ بسبب قمع النظام السوريّ، بل كانت نتيجة أمرٍ مباشرٍ من الرئيس الأمريكيّ الأسبق باراك أوباما للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ربيع 2011.
وأكّد أنّه “لا يمكن تفسير مقتل 600 ألف شخص فقط بالاحتجاجات وقمع النظام، حيث كانت الحرب تتطلب تمويلًا وتسليحًا بمليارات الدولارات”.
التدخلات الأمريكيّة في المنطقة
وعدَّ ساكس أنّ “المنطقة تتعرّض للتلاعب من القوى الغربيّة منذ معاهدة فرساي قبل مائة عامٍ”، مؤكدًا أنّ السلام في المنطقة لن يتحقق طالما استمرت أمريكا في التدخل وإشعال النزاعات.
وأضاف أنّ “الإمبراطوريات لا تعمل لأجل الآخرين، بل تُفرِّق لتُسيطِر”، مشيرًا إلى أنّ من يظن أنّ واشنطن ستحقق مصالح الدول العربيّة أو التركيّة أو الفارسيّة فهو واهم.
وتطرق ساكس إلى فشل اتفاق السلام الذي توسط فيه كوفي عنان عام 2012، حيث اتهم الولايات المتحدة الأمريكيّة بعرقلة الاتفاق بسبب إصرارها على رحيل الأسد فورًا.
وقال: “جميع الأطراف وافقت على السلام إلّا الولايات المتحدة، التي قالت إنّه لا يمكن أنْ يكون هناك سلام ما لم يرحل بشار الأسد في اليوم الأول، ما أدى إلى استقالة عنان واستمرار الحرب ومقتل نصف مليون شخصٍ إضافيٍّ”، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ على أنّ الخطّة الأمريكيّة قضت بإنشاء وتمويل فئاتٍ وجهاتٍ جهاديّةٍ سلفيّةٍ لتُحارِب النظام السابق بقيادة الأسد، حتى إيصال أحد القادة السلفيين لرئاسة الجمهوريّة السوريّة، وهو الذي حدث فعلاً، إذْ أنّ الرئيس الانتقاليّ، أبو محمد الجولاني، كان عضوًا بارزًا في عدّة تنظيماتٍ إرهابيّةٍ، وفي نهاية المطاف وصل إلى القصر الرئاسيّ في العاصمة دمشق.
واشنطن تمول الحرب الإسرائيلية
وفيما يخص القضية الفلسطينيّة، قال ساكس إنّ “إسرائيل لا تستطيع أنْ تخوض يومًا واحدًا من القتال بدون الدعم الأمريكيّ الكامل”، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة هي مَنْ تموّل الدعم العسكريّ والبحريّ وتدير العمليات الاستخباراتية، مضيفًا أنّ ما يحدث في غزة اليوم من إبادةٍ جماعيّةٍ يتم بدعمٍ وتواطؤٍ يوميٍّ من واشنطن.
واختتم ساكس كلمته بدعوة دول المنطقة إلى تحديد مصيرها بنفسها بعيدًا عن التدخلات الخارجيّة، مشدّدًّا على أنّ الحلول الحقيقيّة لن تأتي إلّا بإنهاء سياسة (فرِّق تسد) التي تمارسها القوى الإمبرياليّة منذ قرن.
وعدّ غياب “المجتمع الدوليّ” الحقيقي أحد أسباب استمرار النزاعات في العالم.
وكان ساكس قد قال إنّ إسرائيل تقوم بعملية إبادةٍ جماعيّةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ في قطاع غزّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ ما يجري في القطاع هو مذبحة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ لعشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
البروفيسور ساكس، (69 عامًا)، أضاف في لقاءٍ أجرته معه صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ دولة الاحتلال ترفض حلّ الدولتيْن لشعبيْن، وتؤمن بأنّها قادرة أنْ تُسيطر وتحكم المنطقة من البحر للنهر، وهي تتمتّع بدعمٍ أمريكيٍّ، ولكنّها في الوقت عينه لا تُشاهد الصورة بكاملها وهي أنّ جميع دول العالم تقريبًا تُعارِض وبشدّةٍ سياساتها، وهي عمليًا اليوم تتواجد في عزلةٍ دوليّةٍ، إلّا من الدعم الأمريكيّ ودولٍ صغيرةٍ مثل ميكرونيزيا، مُوضحًا أنّ الأمور في طريقها للتغيّر، وحتى الجمهور الأمريكيّ بدأ وبكثافةٍ يُدير ظهره لها، أيْ لإسرائيل، طبقًا لأقواله.
وكشف ساكس النقاب عن أنّ إسرائيل ليست قادرةً على مواصلة حربها على غزّة حتى لعدّة أيّامٍ دون السلاح الأمريكيّ، “ولذا فإنّ أمريكا شريكة في الجريمة، وأرى أنّه في الدولة عندكم في المنظومة السياسيّة، حتى في اليسار، هناك من يؤمن بأنّ القساوة هي السبيل الوحيد لترتيب الأمور، وهذه الرؤية أدّت لفسادٍ وتلفٍ أخلاقيين في إسرائيل، وهناك الكثير في الكيان الذين لا يُفرّقون بين الخطوات من أجل الأمن وبين ارتكاب المجازر الجماعيّة ضدّ الفلسطينيين”، كما قال.
وفي معرض ردّه على سؤال الصحيفة العبريّة قال إنّ “المبدأ الذي يُوجّه السياسة الخارجيّة الأمريكيّة هو المصالح الاقتصاديّة والعسكريّة وأخرى، واشنطن قامت بتعيين ديكتاتوريين وقتلة في الحكم، منذ العام 1947 كانت واشنطن متورطةً في 80 محاولة انقلاب وتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم، وقامت بذلك حتى ضدّ رؤساءٍ انتُخبوا بشكلٍ ديمقراطيٍّ، لا توجد لديهم قيم، بل مصالح”.

رأي اليوم