إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

موسكو وطهران.. تنسيق إستراتيجي يتجاوز الإدانة إلى رسم مسارات الدعم وتسوية النزاعات

اثنين, 23/06/2025 - 15:59

تؤكد المعطيات السياسية أن زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، إلى العاصمة الروسية موسكو لم تقتصر على إصدار موقف إدانة مشترك مع روسيا ضد العدوان الأميركي، الذي يُعد امتدادًا للعدوان الصهيوني المتواصل على إيران، بل شملت أيضًا بحث ملفات أساسية تتطلب تنسيقًا وتفاهمًا معمقين بين موسكو وطهران.

وتعكس الزيارة بوضوح أن مسار العلاقات الروسية – الإيرانية لا يقف عند حدود الدعم الدبلوماسي، بل يتعداه إلى أوجه متعددة، تبرز في المواقف الروسية اللافتة التي أبدتها موسكو حتى الآن في هذه المواجهة.

وقد صدرت تسريبات وإشارات عن أوساط مقربة من الكرملين، من بينها المتحدث ديمتري بيسكوف، كما يمكن رصد مضامين داعمة في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عبّر عن استعداد بلاده لمساعدة الشعب الإيراني. وبالرغم من أن هذه التصريحات لا تشير إلى دعم عسكري مباشر، إلا أن بيسكوف أكد أن مستوى الدعم الروسي سيواكب احتياجات إيران بوصفها دولة صديقة.

ويقدّر خبراء عسكريون وسياسيون أن الأهمية الأولى لهذه الزيارة تكمن في تحديد القنوات البرية والبحرية والجوية التي يمكن أن تُستخدم لاستمرار تدفق الدعم الروسي إلى المناطق الإيرانية التي تحتاجه.

أما النقطة الثانية، فتتعلق بالمبادرة الروسية التي أطلقها الرئيس بوتين لتسوية النزاع، والتي حازت موافقة مبدئية من طهران، لكن مع تسجيل تحفظات جدية حيال مضمونها، خصوصًا في ظل استمرار الكيان الصهيوني في عدوانه وتملصه من أي التزام بمسارات التهدئة.

وقد هدفت المبادرة الروسية إلى التوصل إلى حل للأزمة بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، غير أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة زاد من تعقيد الموقف الروسي، نظرًا لاصطدام هذه المبادرة بمصالح واشنطن كقوة مهيمنة.

وفي موازاة ذلك، تدرس موسكو عبر هذا اللقاء مراجعة تفاهماتها السابقة مع واشنطن بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا وإمكانية إعادة تطبيع العلاقات الثنائية. ويرى مراقبون أن روسيا قد تبرّر دعمها المتواصل لإيران في ضوء استمرار الولايات المتحدة في دعم نظام الحكم في كييف، وعدم التزام دونالد ترامب بوعوده لتسوية النزاع الأوكراني، بما يتوافق مع تفاهمات غير معلنة يُعتقد أنها كانت قائمة بينه وبين الرئيس بوتين.