
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة مستمرة اليوم كما كانت في الماضي، وأنها خيار الشعب وخيار المؤمنين بها، مبينًا أن المقاومة هي خيار، وشعب، وإرادة لا يمكن أن تُهزم، بل باقية بالشموخ والكرامة وبالدماء والعطاءات، وبالشهداء والجرحى والأسرى، وبالعوائل الطيبة المؤمنة والأطفال الذين يتمنون أن يكونوا في الصفوف الأولى للدفاع عن الكرامة والوطن.
وشدد الشيخ قاسم على أن المقاومة هي مقاومة دفاعية بامتياز، تمثل رفضًا للاحتلال وعدم استسلام، وهي خيار يختلف في أساليبه ما بين القتال والردع، أو الصمود والردع، وأحيانًا الصبر والاستعداد الدائم. وأوضح أن المقاومة ليست مجرد سلاح يُستخدم يوميًا، بل هي منهج واتجاه، حيث يُستخدم السلاح عند الحاجة وبالطريقة المناسبة وتقدير المصلحة، مؤكدًا أن المقاومة هي فعل إرادة وشعب وخيار.
في معرض حديثه عن الوضع الراهن، أشار الشيخ قاسم إلى أن الدولة اللبنانية عقدت اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، والتزمت به، وكذلك التزم حزب الله كمقاومة بالكامل، رغم تسجيل أكثر من 3300 خرق إسرائيلي، وهو ما يشكل عدوانًا مستمرًا، مطالبًا "إسرائيل" بالانسحاب ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى، وإنهاء جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق، قبل أن تبدأ أي مفاوضات جديدة.
وحمل الشيخ قاسم الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية استمرار العدوان، مشيرًا إلى أنها ترعاه منذ بدايته في لبنان وغزة وفي أماكن أخرى، داعيًا الدولة اللبنانية إلى التحرك بفعالية أكبر ورفع الصوت في وجه هذا العدوان، مطالبًا بمواقف دبلوماسية قوية على المستويات المحلية والدولية، معتبرًا أن الدولة هي المسؤولة الأساسية عن مواجهة العدوان.
وحذر الشيخ قاسم من أن فشل الدولة في التصدي لهذا العدوان، قد يدفع المقاومة إلى اتخاذ خيارات أخرى، دون أن يوضحها، مؤكدًا أن المقاومة لا تصمت على الظلم ولا تستسلم، وأنها تصبر وتعطي فرصة للدولة، لكنها مستعدة لكل الاحتمالات.
وخصّ الشيخ قاسم شهداء المرحلة الراهنة بالتكريم، مؤكداً أنهم شهداء أولي البأس الذين قدموا دماءهم في مواجهة العدوان المستمر، وأوضح أن الحرب مع العدو الإسرائيلي لم تنتهِ بعد، لأن الأخير لم يلتزم بالاتفاق.